المرجعية الدينية في الخطاب السياسي
المعتوق أمين
مند زمن بعيد يكاد يصل بنا إلى ما بعد استقلال المغرب مباشرة، اختفت
المرجعية الدينية من السجال السياسي بالمغرب و طغى حقل الوطنية الذي كان معطاء
لمجموعة من الأحزاب السياسية رغم تنكرها له في أغلب الأحيان ، ليبقى الدين حكرا
على عامة الشعب و مجموعة من الجماعات دون أن ننسى الملك كرمز زاوج لدى المغاربة
بين الوطنية و الإسلام أي بين الدين و الدولة فيما يسمى بإمارة المؤمنين الشيء الذي
جعل حتى التيار السلفي أحد أكتر التيارات تشددا ينقسم على نفسه بين داعم للملكية ومعتبرا
الخروج عن طاعتها كبيرة من الكبائر لدرجة أن نعتوا بأنهم عملاء لا علماء ، و بين
مناوئ لها و معتبر للحكم بالمغرب من رأسه لأخمص قدميه فاسدا وجب إعادة النظر فيه، و هم من تورطوا و إتهموا فيما بعد بالإرهاب .
بعد سنوات من المخاض السياسي الذي أعطى الفرصة لمجموعة من الأحزاب من
ولوج سدة التقرير في مصير المغاربة من شتى المواقع ، جاء ما أحسبه صدفة بين أربع عوامل أولها رغبة
الشعب في تجريب الإسلاميين بعد أن وعدو وتوعدوا ، ثانيا حلول ربيع العرب بالمغرب
مرفوعا على أكتاف مختلف حولها ، ثالثا
رغبة الإسلاميين في شخص العدالة و التنمية في استلام زمام الحكم بالمغرب و رابعا
رغبة بعض الأحزاب و جهات سنعتبرها مجهولة في توريط الإسلاميين في بحر السياسة الذي
ظنوه ضحلا ولم يسبق أن سبروا أغواره رغم قربهم منه .
وهانحن الآن نعيش مغربا صارت المرجعية الدينية فيه بارزة في فسيفساء
السياسة لكن فقط دون أن تراوح مكانها الشرفي . فحين نأخذ شخصية سياسية مغربية
معاصرة كبنكيران نموذجا و ليس المقام هنا لمحاربته أو شيء من هدا القبيل ، نرى أن
الدين صار مطية لردع الخصوم و تطمين الشعب و خلق الزخم لدى الأتباع من الشبيبة
الحزبية ولربما حتى لمغالطة من يصدحون بآرائهم من المحايدين و استعمالهم لقصف
المعارضة .
الإسلام الذي ما أحوجنا له في زمن أغبر لم يعد يتضح فيه الحق من
الباطل لم يطبق في مغربنا الحاضر إلا لقمع
الأفواه الجائعة و الأفواه الناقدة و قليل من الأفواه الفاسدة أما في نطاق
الملموس فهو لم يستعمل لتطبيق حدود الفساد
و السرقة كفالة المستضعفين والدود عن حمى
المظلومين وووووو.
هدا الخطاب السياسي المحسوب على الإسلام ولد تيارا مناوئا صار صوته
صداحا في العديد من المنابر و بالعديد من المرجعيات التي كانت مجهولة المعالم حتى زمن قريب . فبعد صراع المغرب مع المد الشيعي
و خوفه من التنصير الذي غزى دول إفريقيا ظهر الإلحاد من حيت لا يحتسب مرفوعا
بلافتات 20 فبراير و مندمجا بصيحات محسوبين على المطالبين بحقوق الإنسان و متأبطا
مطالب حركات أمازيغية .
و
في خضم هدا ، تحول النقاش السياسي إلى سجال ديني أفلاطوني تناسى الإشكالات
الاقتصادية و الاجتماعية بالمغرب وكرس جل الأسلحة لمجال نشط فيه أناس لم يكن
يعرفهم المغاربة و حتى إن فرضت عليه معرفتهم تجاهلهم ، لكنهم الآن يتمركزون في متن نص الشعب حاشية
عليه وهامش .
المرجعية الدينية في الخطاب السياسي
بواسطة Unknown
on
7:52 ص
القسم:
ليست هناك تعليقات: