شركات الوساطة و المناولة بآسفي و الدور الريادي للكومبارس حنان
عبد القادر سواوتي - ميادين أسفي
شركات الوساطة و المناولة هي ظاهرة جديدة في المغرب برزت منذ سنوات ويقصد بها مؤسسات العمل الوقتي ويتمحور دورها الأساسي في التوسط للتشغيل في نشاط معين كالتنظيف أو الحراسة كما تهدف إلى الجمع بين الباحثين عن الشغل والمؤجورين ولكن واقع هذه المؤسسات أصبح مقتصرا على الجانب التجاري من خلال إبرام العقود مع المؤسسة المشغلة دون احترام أبسط حقوق العمالة على غرار التغطية الاجتماعية و الصحية و تسوية الأجور والعطل .
لأجل هذا و غيره انتظمت مجموعة من الإطارات المطلبية و الحقوقية بالإقليم الآسفي (الجبهة الموحدة لجمعيات المعطلين بآسفي , الائتلاف المحلي للدفاع عن آسفي , التنسيقية المحلية من أجل مناهضة الفساد والمفسدين بآسفي , الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب - الفرع الإقليمي بآسفي , المركز المغربي لحقوق الانسان فرع اسفي , تنسيقية مطرودي المحطة الحرارية ..... ) غير ما مرة في معارك مفتوحة ضدا على الممارسات اللاشعبية و اللاجتماعية التي تنتهجها جل الأوراش الكبرى المعنية بسوق الشغل و الوظيف بالمدينة من مقار الدولة و الشركات الرائدة بالمدينة ( المحطة الحرارية , ورش الميناء المعدني , المجمع الشريف للفوسفاط ... ) و كذلك ضد كل المتدخلين من شركات الوساطة و المناولة ... و ما حراكات مجموعة من الإطارات المطلبية و الحقوقية في هذا الشأن من خلال معاركها الميدانية (وقفات , مسيرات , اعتصامات ....) و مكاتبات و بيانات و مراسلات للجهات الوصية و المعنية في هذا القطاع إلا من منطلق رافض لتوجه الدولة في إطار تعميم شركات الوساطة و المناولة .
و ما الإصرار على ترسيخ هذا التوجه بإغراق سوق الشغل بشركات الوساطة و المناولة , بين كل القطاعات بالمدينة إلا إمعان في تكريس حالة من الغبن الاجتماعي , لا زال يرزأ و يعاني تحته وطأته جل الشباب المسفيوي , حالة يغيب معها أي إستشراف مستقبلي للشباب المعطل بالانخراط في أي عمل قار , و تزكى معها فرضية إعدام و إقبار أي مقاومة تروم بالأساس الدفاع عن حقوق الشغيلة داخل التنسيقيات و النقابات العمالية .
فحاذ هذا البرنامج عن مساره العام بمبدأ شراكة صناعية كنظام مناولة تم في الأصل اعتماده من قبل منظمة التنمية الصناعية التابعة للأمم المتحدة منذ ما يزيد عن 20 عاماً لدعم وتقوية الإنتاج المحلي وتوفير الفرص لشركات التعاقد من الباطن المتخصصة للتعاون والعمل مع الشركات الرائدة لاحتواء اكبر عدد من المعطلين , إلا انه أصبح يستثمر كمشروع بغرض إلتفافي للإجهاز على كل تطلع وظيفي بشغل قار إدماجي .
و منذ بدأت طلائع العولمة الاقتصادية تهب على بلدنا الحبيب عامة و المدينة الآسفية خاصة , حتى انطلقت معها أيادي متنفذة داخل المدينة و خارجها للعبث بثرواتها قبل اقتصادها و صناعتها , بحثا عن الإستثراء السريع الذي لا يكلف بذل أي جهد , حيث ظهرت شركات المناولة في بادئ الأمر ضمن أنشطة حراسة المؤسسات وأنشطة تنظيف الإدارات العمومية والخاصة ( المستشفى الإقليمي بآسفي نموذجا ) وانتهت إلى الاستحواذ على كثير من أنشطة القطاعات العامة بالمقار الحكومية و الإدارات العمومية و الشبه العمومية و كذا الشركات المساهمة الوطنية و الخاصة , و على سبيل المثال لا الحصر .
المجمع الشريف للفوسفاط باسفي/ غرفة التجارة و الصناعة باسفي/ اسمنت المغرب
الجماعات المحلية (العمالة , البلدية , .... ) / شركة استغلال الموانئ Marsa Maroc
الوكالة المستقلة للنقل الحضري بآسفي / الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء /
المركز الجهوي للإستثمار / وزارة العدل
الجماعات المحلية (العمالة , البلدية , .... ) / شركة استغلال الموانئ Marsa Maroc
الوكالة المستقلة للنقل الحضري بآسفي / الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء /
المركز الجهوي للإستثمار / وزارة العدل
و ذلك عبر هيمنة الأطراف المقربة من السلطة و المدراء العامين و التنفيذيين بالإدارات و الشركات الرائدة على كل المناقصات العمومية والدواليب الإدارية , لتطفو إلى السطح مجموعة من الشركات و المتعهدين الذين تناسلوا بصورة كبيرة محكمين قبضتهم على جل الأوراش في تحالف مكشوف مع رموز فاسدة من رجال السلطة و المنتخبين لأجل هاته الغاية , شركات و وكالات تشغيل طالما تواترت عليها الأخبار و الروايات التي تقف عند متلازمة واحدة تفيد تورط منتسبيها في تلقيهم لرشاوي و قبض إتاوات و الاستفادة من إمتيازات مع ارتباطهم بعلاقات سلطوية و حزبية تحفظ لهم ثباتهم على الهرم النفعي قبل الهرم الوظيفي بمكاتبهم المكيفة , و منها على سبيل المثال لا الحصر : الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل و الكفاءات ANAPEC , شركة TECTRA الكائن مقرها بالبلاطو المدينة الجديدة , شركة Safi Vert Nettoyage الكائن مقرها بحي اوريدة و التي تعود لمالكها عبد الرحيم حنان دون أن ندخل في ملكيته صورية كانت أو فعلية , ذلك القادم من بعيد الجاثم على المقدرات المالية للمدينة من قريب , و المتحصل على الإمتيازات و الإتاوات بحق حصري له و بمظلة رسمية و قانونية من متنفذين سلطويين و منتخبين , فكلما أبرمت صفقات كبرى بالمدينة و تهاوى الجميع على محاصصة نفعية تجاهها , إلا واحد متفرد في خطواته الكثيرة العدد إن غاب يسأل عنه و إن حضر يستشار , ليغدو بحق عراب كل الصفقات و الحاجب و البواب و الشاوش (intermédiaire) توصيفات شتى تضيق معها العبارة و لا تسعف فيها الكلمات لدور لا كالأدوار بين وجهاء المدينة و كبارها من المسؤولين .
ليلجأ في أخر حلاقته الاستحواذية بالمدينة , إلى إستغلال رقعة كبيرة بحديقة الحسن الثاني عبر إمتياز مشكوك فيه , لتتحول معها الحديقة الوحيدة بالمدينة و التي بقيت يتيمة دون تدشينات تهم حدائق أخرى طيلة تعاقب أربع ولاة و أربع مجالس منتخبة إلى كعكة تارة يقتطع منها له لأجل تهيئة فضاء للاطفال , و هاته المرة لتدشين مقهى , لتبرز إلى السطح بشكل بارز خروقاته هاته خاصة مع تواترها , ليتأكد و بالملموس أن وراء الأكمة ما ورائها , و أن حنان عبد الرحيم ما هو إلا أيقونة يتدارى ورائها مجموعة من رجال السلطة و وجهاء المدينة جاعلين منه واجهة مؤسسية تمرر عبرها و إليها كل الصفقات و المشاريع و تستجلب بها عدد من الإعتمادات المالية , و بات لزاما التصدي لهاته العصابة بداية من وجهها اللامع الكومبارس حنان عبد الرحيم ذو الدور الثانوي في هاته المنظومة الفاسدة .
شركات الوساطة و المناولة بآسفي و الدور الريادي للكومبارس حنان
بواسطة Unknown
on
4:03 م
القسم:
ليست هناك تعليقات: