الراب اللا أخلاقي أو الإلحادي أحيانا

محمد الشهري

من المعلوم أن الراب بمختلف الأجناس المنضوية تحت لواءه قد بدأ مع سود أمريكا وسرعانما انتشر عبر ربوع العالم المغرب وكغيره من الدول استورد هذا النوع من الفن بطريقة تظهر للبعض على أنها مبهرة غير أن واقع الحال يقول العكس

فالقاعدة تقول أنه لإثقان فن يجب الانضباط لقواعده وتشريعاته وتتبع مراحل الوصول للأشعاع بصورة متزنة للحفاظ على استمرارية ذلك النوع من الفن

بدأ الراب في المغرب مع مطلع التسعينات وكان أساسه الكلام الهادف متشبعين أنذاك بأقوال توباك أو نتريوس بيغ أوغيرهم ممن سطعو في سماء هذا الفن في أمريكا

وقد كان رواده بالمغرب يؤسسون لنوع من الفن يهدف لدفع الحيف والظلم عن الطبقة الضعيفة من الشعب فكانو يغنون عن دورالصفيح و تسلط المخزن وكواليس الانتخابات إلى غير ذلك

ثم أصبح فيما بعد وسيلة للتراشق بالكلمات والعبارات التهكمية تعبيرا عن الأفضلية والأحقية في حمل لواء الراب أو رغبة في إظهار القوي من الضعيف أو القديم من الحديث أو المسن من الطفل

لكن الغريب في الأمر أنه وصل الان الى مرحلة اللاهوية حيث أنه أصبح فنا يعكس ثقافة غريبة عن المجتمع الذي يتطورداخله وأقصد هنا أن الكلمات أصبحت لاهي عربية فصحى ولا هي مغربية بل هي عجين بين الأمريكي والفرنسي ولغة الأنترنيت ، كما أن الفيديوهات المسوقة لا تمت للمغرب ولا للهوية الإسلامية بأية صلة فمعضمها أصبح يصور خارج المغرب كدليل على أن الراب المغربي انفتح على العالم وأصبح ينافس الغرب ، كما أن بعضها أصبح يصور داخل حانات ليلية للخمر واخر داخل طائرات حربية وهذا قرب دور دعارة وذاك

وسط ارداف عارية وسيارات فارهة أو فيلات فاخرة

وجدوى هذا كله كي يتبت المغني لعشاقه الموهومين أنه يعيش ذلك النوع من الحياة فهو مغني الراب الذي يركب أخر موديل من السيارة ويصطحب الشقراوات إلى فيلته الفاخرة ليشرب وإياهن أغلى أنواع الخمر وسط خطوط من الكوكا أو لفافات من الحشيش

والأخطر هو أن بعضهم قد انتقل إلى درجات أعلى من الفسق وتحدي الذات الإلاهية والجحود

ولكي أكون أقرب من هذا الجمهور سأسرد عليه أسماء بعض الأغاني ومغنييها وبعد الكلمات التي وردت تاركا له حرية التعبير وإبداء الرأي

الموتشو : بغيت الكماية بغيت الشراب بغيت نزيد فالذنوب           وسير قول للشيخ سار مازال مابغيت نتوب

شايفين : فينكم ا الملايكة مرحبا             فأرض الشيطان

ماد بينغو الذي يصور الفيديو كليب

الخاص به بين أرجاء مسجد الحسن الثاني مع ربط صارخ في التصوير بين صومعته والأصبع الأوسط لحليوة

واللائحة طويلة

وهنا سأفتح بابا كبيرا للنقاش أو التعليق البناء سواء بالنسبة للساهرين على الميدان الثقافي أو المتتبعين أو النقاد