كاسيات عاريات بعقلي تلعبن، مع ضميري تتحدثن...


كاسيات عاريات بعقلي تلعبن، مع ضميري تتحدثن...

محمد الشهري - ميادين أسفي

-          تلبس كذا وكذا لتثير ذاك وهذا
-          وفور سؤالك لها لماذا
-          لماذا كل هذا
جواب تنافق فيه البنت نفسها أولا فتقول : يعجبني شكلي وأنا ألبس هكذا .
أجيب، وظيفة الملابس أن أرتاح داخلها، أن تغطي عورتي، أن أحس بالدفء وقت البرد وبالبرودة والانتعاش وقت الحر، لباس به ألوان أوافق إلى حد ما، إلى حد أن يكون اختيار الألوان علميا وصحيا.
الثانية بعد الزوال، أغمضت عيناي قليلا وأخدت قيلولة فوقف يخاطبني ضميري على هيئة مراهقة تدرس بإحدى الثانويات وهي تسلم على أحد أصدقائها من الذكور وجها لوجه، تتمايل في مشيتها رفقته في سروال مطاطي يظهرني، يظهر لي قدمين ثم أطراف ثم قضبان من اللحم إلى غاية أن تمنيت ونفسي أن أغض البصر كي أتفادى رؤية مؤخرة ضميري.
لو كنت من صائدي الفرائس ومحبي المتعة لذهبت لأقابل ضميري وأخبره :  أتريد أن أتبعك وفي ختامها نزْني
فإذا قبل العرض لأرمينَّها في وجهه، أنت لا تثيرني بهذا المنظر، أرني نصف شيء كي أتبعك لأحصل على الشيء كله، لأن هيأتك هذه قد أظهرت لي الشيء كله دعني أشتاق إلى ميتافيزيقيَّتِكَ
لكني في واقع الأمر غير ذلك، سألت ضميري : لماذا تلبس هكذا ؟
أجابني بنبرة حادة ممزوجة بثقة مزيفة في نفسه : يعجبني شكلي هكذا، قصَفْتُه بقولي: أولم تقل هذا في السطر الرابع من القصة؟ ألا تحس بأن القارئ سيتركك لثرثرتك وتكرارك الكلام والتهامك لسطرين من القصة بدون فائدة؟
تلخبطت عليه الكلمات وتلعثم لسانه فأمّنَنِي على سر لن أبوح به لأحد بعد أن أستيقظ من حلمي هذا .
نظر إلى جوار أصابع قدميه فتمتم: كنت تسألني عن لباسي أليس كذلك؟
 أنظر وأنا أمام المرآة أخاطب نفسي أول ما أرتدي شيئا، فأقول هذا جميل لكنه ليس موضة العصر دعني أجرب الاخر وهكذا لساعة من الزمن حتى أختار ما يناسبهم.
 وقبل مغادرة الغرفة بنظرة سريعة على ظهري أرمق بها مؤخرتي أرى إن كان الوضع يستحق بالفعل فأغادر.
وأنا أمشي في الطريق تقع عيناي على فتية شباب تلتصق أذني بهم راجية أن أسمع تغدية راجعة تدللني، تدل لي على قبول أو رفض شكلي، اه حمدا لله كلماتهم تريح خاطري فأبحث عن المزيد .
لباسي هكذا لأن فتاة مرت من أمامي وأنا البنت المدللة بالثانوية فأحسست ببغض وحقد كبيرين على بنيتها الجسمانية وسروالها الشفاف الذي يظهر أكثر مما أظهرت في السابق.
فأغير مظهري اليوم الموالي كي أسترجع نظرات الفتية من جديد فأفلح في ذلك.
ثار غضبي، تسارعت دقات قلبي فأمسكت ضميري من شعرها، ألم تقولي أن شكلك هكذا يعجبك؟
 ردت عليَّ بالإيجاب نعم قلتها ولا زلت متشبثة بها. أمسكتها من شعرها وبقوة هذه المرة وضعت يديها وراء ظهرها ودفعتها 9 أسطر قبل هذه الكلمة .
اقرئي، ما أنا بقارئة، اقرئي من "وهكذا" فانطلقت و"هكذا لساعة من الزمن حتى أختار ما يناسبُهُمْ" تمعَّنَتِ النظرة فسقطت تنحب والله، والله حسبت نفسي أرضيها لكن لساني نطق بما في العقل والخاطر ينويها
نعم نافقتك يا نفسي، والان وقد كُشفْتُ، بالفعل أعيش لإرضاء اخرين، لا يهمني كيف أبدو ما دمت لا أسمع صوت من يريحني بحبه لما أنا عليه يهويني.
خاطبت ضميري، في عالم تسود فيه العدالة يُجرَّد الانسان من ثيابه فنصبح سواسية، عُري، أنظر إليكَ أو إلى غيركَ كنظرتي إلى نفسي، لا تثيرني فيكَ غريزة كما لا تثيرك فيَّ غريزة، إذا أردتَ الخروج من الدائرة عليكَ أن تتميز والتميز هنا لا يعني التفوق بل أن يناديكَ اخر من بين الاف بكنية أو صفة، فاجْعَلْها أهم ما تميزك ولا تترك قطعة قماش تميزك أو اترك نفسك بين الاخرين مظهرا تُشبههم غير أنك تؤمن داخليا بتميزك وأعني به الان تفوقك.
أو البس غطاءً يستر جسدك فلا يترك منه إلا يديك و "وجهك" واجعل الاخر يشتاق إلى اكتشافك.
 لما لا تتشبه برسول الله محمد، فعلى الرغم من أن صفات عينيه وفمه ووجهه وصدره جاءت على لسان أصحابه إلا أنه من غير الصحيح أن نرسم له لوحة ينحصر لها الذهن بل الأحرى أن يبقى لكل أحد من بيننا خياله وقدرته في رسم صورة ذهنية يحب بها رسوله الكريم.

كاسيات عاريات بعقلي تلعبن، مع ضميري تتحدثن... كاسيات عاريات بعقلي تلعبن، مع ضميري تتحدثن... بواسطة Unknown on 5:30 ص القسم: 5

ليست هناك تعليقات: