شعوبنا : تميز و انفراد
رشيد
عوبدة - لميادين أسفي
نحن
الشعوب التي تستخدم المخ بكثرة، لكن في "سندويتشاتها"
؛
نحن
الشعوب التي تفتح أفواهها كلما تألمت ، لكن عند طبيب الأسنان طبعا؛
نحن
الشعوب التي تعرف الحق ، لكنها تمتنع عن الشهادة به مخافة "سير و جي " و
" طلع و هبط " ؛
نحن
الشعوب التي ترفع عقيرتها بالصراخ ، لكن كلما سالت أحدا من الصارخين عن سبب الصراخ
إلا وطلب منك تحويل وجهة السؤال ناحية
الذي يرفع الشعارات و يحمل مكبر الصوت في يد، أو من يصفق و هو يحذق في الوجوه... ؛
نحن
الشعوب التي تحضر المآتم لعقد الصفقات الدنيوية ، و تحضر الولائم لتذكير الناس بأن
كل هذا النعيم هو الى زوال ، و أن الاخرة
هي دار البقاء ... ؛
نحن
الشعوب التي لازالت تختزل المرأة في نهدين و ردفين، و تختزل الرجل في جيب و قضيب ؛
+ نحن
الشعوب التي لا تعيش حاضرها أبدا فتراها تسأل الطفل الصغير عما يريد أن يكونه في
المستقبل، وتسأل الشاب ما الذي ادخره
"لدواير الزمان" ، و تسأل الهرم عم أعد ليوم لقاء الله... ؛
نحن
الشعوب التي ترفض تحمل المسؤولية و تلصقها بأي شيء ، فتراها تخبرك بان القطار و
الحافلة غادرا من دونها، و أن المدارس و الإدارات
أغلقت أبوابها، من غير أن تعترف أنها هي من تأخرت عن الموعد...؛
نحن
الشعوب التي تجعل من المرأة آلة للتصبين و الطبخ، و رحما للتفريخ ، فتشتري لها منذ
طفولتها أدوات للطبخ و الكنس و التصبين، ودمية للمداعبة تدرب فيها نفسها على الإنجاب
و الإعتناء بالأطفال، في الوقت الذي تهدي الذكور مسدسات و شاحنات ... ؛
نحن
الشعوب التي تبخس من قيمة الانثى ، فتعلم صغارها ان "الخروف" افضل من
"النعجة" و ان "الديك" اغلى ثمنا من " الدجاجة" و
ان الثور افضل من البقرة ...و ان الذكر بذلك افضل من الانثى ؛
نحن
الشعوب التي تبحث عن " البقشيش الأصفر" الذي لا قيمة له عندما يعترض
متسولا طريقها، لكنها تسرع في البحث عن أي
شيء ثمين تملكه، عندما يعترض قاطع طرق سبيلها... ؛
نحن
الشعوب التي تتخذ من دور عبادتها مكانا للبيع و الشراء و ملجأ للتسول ...؛
نحن
الشعوب التي تغير موقفها السياسي الذي
رددته لسنوات بعد وليمة دسمة ...(هذا إن كان لها موقف طبعا) ؛
نحن
الشعوب التي تقرر العزوف عن التصويت ردحا من الزمن و عندما تعلن الانتخابات يقرر
رؤية صندوق الاقتراع و المعزل مباشرة... ؛
نحن
الشعوب التي تشبه ذاكرتها ذاكرة الذبابة التي تطردها من المكان فتعود له مباشرة،
ناسية أنها طردت منه للتو ؛
نحن
الشعوب التي تقدس الدم و تبتهج عند رؤيته، فتراها تحتفل به "ليلة الدخلة"
و لحظة "الختان" وعند ذبح كبش العيد، و تتسابق لأخذ بعض من دم "
المغدور" لممارسة طقوس الشعودة ...
شعوبنا : تميز و انفراد
بواسطة Unknown
on
5:59 ص
القسم:
ليست هناك تعليقات: