سلطات آسفي تمسح السوق الخانز في عملية جريئة
ذ. الكبير الداديسي - لميادين أسفي
الصورة لشارع إدريس بناصر بين
الأمس واليوم حيث استعاد الشارع بريقه
الذي طمسه السوق العشوائي الذي اختار له سكان مدينة آسفي اسم السوق الخانز فقد استفاق
سكان المدينة على منظر غير معهود إذ تجندت السلطات صباح يوم الثلاثاء 11 مارس
2014 لمسح السوق الخانز الذي زاده الربيع العربي
اختناقا فاستحال معه عبور السيارات بل وحتى الدراجات والراجلين في بعض اللحظات،
وهو السوق الذي فرض نفسه على شارع إدريس
بناصر أهم شوارع مدينة آسفي وأبرز شرايينها الاقتصادية لأنه صلة الوصل بين المدينة القديمة والمدينة
الجديدة اصطفت على جنباته دكاكين العطارين
والجزارين والعقاقير ويشكل منفذا نحو بعض القصاريات والأسواق الصغيرة القديمة كسوق الكيلاني الخاص بالخضر أو سوق الخردة ( الجوطية ) أو سوق الثوب وسوق الكرعين، وسوق
السمك... كما يعد هذا الشارع منفذا نحو شارع الرباط وباب الشعبة بُطيْنا قلب المدينة النابض...
كانت تمر منه مختلف وسائل النقل في
مرونة وسلاسة وقد تتوقف بعض السيارات على حافاته سامحة لركابها قضاء حاجياتهم في
وداعة ...لكن مع تفجيرات احتجاجات الربيع العربي التي كان وراءها بائع متجول من
تونس تقوى معظم الباعة المتجولين في المغرب واستباحوا الفضاءات العمومية والشوارع
، وكان شارع إدريس بن ناصر بآسفي من ضحايا هذه العشوائية استحالت فيه قبيل الغروب وبعده حركة كل أي ذات محرك أو أية وسيلة نقل حتى ولو
كانت دراجة نارية أو هوائية ..
صحيح أن
الشارع ظل طيلة السنين الأخيرة
مجالا للصراع بين رجال الأمن( خاصة الأمن والوطني والقوات المساعدة) والباعة
المتجولون وأصحاب عربات بيع الخبز والفواكه والخضر ، وتراوح الصراع بين الكر والفر
: فتارة تظهر في الشارع بعض العربات وتارات أخرى يتم تنظيف الشارع من كل أثر للبيع
العشوائي ، بل أكثر من ذلك تم بناء مركز
للأمن في قلب الشارع بهدف تيسير حرة المرور والحد من بعض المناوشات التي تحدث بين
الحين والأخر بين مرتادي الشارع .كما تم بناء سوق خاص بالسمك وسوق خاص بالخبز في أفق تنظيم حركة البيع
والشراء بهذا الشارع ...لكن سرعان ما أصبحت هذه الأسواق التي كلفت الملايين مهجورة
بعد أن فضل بائعوا السمك وبائعات الخبز
عرض سلعهم في الشارع العام عوض الأماكن المخصص لهم .. فكثرت فيه
العربات بل تم بناء خيام دائمة لبيع الخضر
والفواكه مما جعل معظم سائقي المدينة
يفضون عدم ولوجه وعبوره ، وحول مسيرة كل سيارة حاولت اختراقه إلى جحيم ....
ليصبح بذلك شارع إدريس بناصر سوقا عشوائيا لبيع الخبز والسمك والخضار
والفواكه رغم وجود سوق حديث للخبز مجهز تجهيزا عصريا و سوق للسمك مجهز بالماء
والإنارة وفيه أماكن لكل بائع كل ذلك هجره
هجره الباعة .... ليتم تحويل شارع عام إلى أكثر من مزبلة عمومية
فالمزبلة العمومية لا يوجد فيها الضجيج
والعراك والمصادمات والسرقة واسب والقذف و... فأصبح عبئا على السلطات وعبئا
على مرتاديه و بائعيه بل وعلى منظفيه إذ
يخلف الباعة خلفهم كل ليلة مئات الكيلوغرامات من الأزبال النتنة من أحشاء ورؤوس
الأسماك أو بقايا الخضر والفواكه المتعفنة
وأوراق والكارتون ...وربما يكون ذلك سبب
اختار سكان آسفي اسم السوق الخانز دون غيره من الأسماء ليطلقونه شارع إدريس بناصر
زائر الشارع اليوم الثلاثاء 12 مارس يجد صورة مخالفة تماما لكل ذلك فقد تم كنس كل
العربات ،وهدم كل بناء أو غطاء أو شمسية أمام الدكاكين... فغدا الشارع نظيفا بعد طرد كل الباعة المتجولين : التحق بائعو
السمك بدكاكينهم، وبائعات الخبز بسوقهن النموذجي، والخضارون وبائعي النعناع
والبقوليات بمارشي الكيلاني للخضر، ويعلم الله أين ذهب بائعوا الفواكه وأصحاب
العربات الأخرى...
وقد خلفت العملية تفاوتا في الآراء بين من يعتبر العملية
تجن على باعة وقطع لأرزاقهم وقضاء على فضاء كان يوفر مختلف السلع والبضائع لمرتادي
السوق ... وبين من يشيد بالعملية ويعتبرها تحريرا للملك العمومي، وتنظيما للمجال
وإعادة البريق والحياة لشارع مهم في المدينة ، ويتمنون أن تعم العملية كل الشوارع
المحتلة في المدينة وألا تعون العملية موسمية ومناسبتية
سلطات آسفي تمسح السوق الخانز في عملية جريئة
بواسطة Unknown
on
4:19 ص
القسم:
ليست هناك تعليقات: