رواية ثراب الصيني تدخل آسفي الى العالمية
رواية تراب الصيني بين عبثية كافكا وكوميديا دانتي
تزامنا مع الدخول الأدبي في المغرب 2015_2016،أصدرت دار النشر كوول ن هوت ميديا رواية تراب الصيني باللغة العربية الفصحى لمؤلفها الشاب محمد نادر فهمي بعد روايته *السر* التي لاقت استحسان كبير لدى القراء كأول تجربة في الكتابة.
وتدور أحداث رواية تراب الصيني التي تقع في 296 صفحة من القطع المتوسط تزينها لوحة تشكيلية من إبداع الفنان ميلود إيدير في فصول ثلاثة : شهداء الخرافة- يأس وأمل- نهاية وبداية. وهي دراما إنسانية مليئة بالتناقضات: العبث والكوميديا- الفرحة والحزن – المعقول واللامعقول- الحياة والموت- الحب والحقد- الحرب والسلام.. وغيرها من الخصائص الأخرى التي تمثل الإنسان في جميع أوجه حياته..
شخصيات الرواية غير طبيعية حاول الكاتب الإحاطة بكل تفصيلاتها للإجابة عن أسئلة اجتماعية وسياسية ودينية وأخرى وجودية إذ لا مناص من الصراع كي تكتمل فصول الرواية... عبثية كافكا وكوميديا دانتي الإلهية وعباءة كونديرا وحياد همنجواي، ومواقف أخرى خارجة عن المألوف جعلت من الرواية عالما مفتوحا تملؤه الخرافات والأساطير وأحداث أخرى واقعية لكن تبقى الحقيقة ضائعة وقابلة للتأويلات، خلاصة القول رواية تراب الصيني هي لوحة متحركة مدهشة وهي أيضا انهيار حضارة وظهور أخرى على أنقاضها؟؟؟.
مقطع غلاف رواية تراب الصيني:
لقد مارست عليها القسوة فنها. وقف الحزن على بابها وطبع قبلة على شفتيها، فشعر بغضارة شفتيها الحارتين على شفتيه. اعتصرها بين ذراعيه، وطوحت برأسها وقد أسبلت عينيها، وتهدل شعرها، ولان عودها وكأنها في إغماءة ثم انفلتت منه وهرعت إلى الداخل. دفعت المزلاج محكمة رتاج الباب لكنه عاد من النافذة في غفلة منها وهو يحمل مفتاحا حديديا كبيرا. إنه مفتاح سجن؛ فأدركت أن ليلها قد اكتهل وأن الحزن هو السجان. تكحلت بالترانيم، وعشق الحزن شدو شفتيها الذي يذوّب الرصاص.
لم تعد تشعر بجسدها المنهوك وأحست أن روحها ضالة دون أمل أخضر باسم يزين الطريق أمامها بالورود والرياحين، ويجعله ممتدا، مفتوحا عسى أن تجد بين جوانبه جمالا تتعشقه العين، وجاذبا يشدها إلى المضي قدما، ويكون مصدرا لفرحة تغمر النفس... بدأت تشعر أن حياتها ممر ضيق لم يعد يتسع لها ولطفلها الصغير الذي تحمله بين ذراعيها ضاغطة على جسده الهش.
كم كانت فرحتها كبيرة وهي تسمع صرخته الأولى في هذا الوجود. لكنها صرخة بنغمات حزينة لأن زوجها حَسّان كان قد رحل عن دنيا الأحياء وتركها وحيدة تصارع عالما تملؤه الأشواك. كلما تذكرت همس كلماته سالت قطرات الدموع على خديها تذكرها بقسوة
الموت.
رواية ثراب الصيني تدخل آسفي الى العالمية
بواسطة Unknown
on
1:58 م
القسم:
ليست هناك تعليقات: