التـــراث للجميــــع


ميادين اسفي - 
لماذا اوراش التراث ؟ ....
إنها مناسبة لمصالحة الناس مع تراثهم وربط الصلة بين التراث والمتلقي العادي والشباب والساكنة بإرادة قوية وعمل يدوي. لتقليص الفجوة الموجودة بين "بين المتلقي العادي" و "الاستاذ الاكاديمي"، حول ما تزخر به مديتنا من تنوع ثقافي وتراثي، وتثمين التراث المحلي الذي يشكل دعامة أساسية في التنمية المستدامة. كما أنها فرصة للاحتفاء بالذاكرة الجماعية، في إطار علاقة الساكنة بالمجال ووفق حاجياتهم، حتى يتعايشوا مع محيطهم حسب خصوصياتهم من حيث العادات والتقاليد والأعراف. هدفنا ليس دعوى إلى نوستالجيا للماضي، إذ لا يمكن للتراث أن يحمل هذا الاسم إلا إذا انتقل من جيل إلى جيل، فضلا عن التداخل المادي مع اللامادي، وأن يكون معبرا عن المستقبل. نستمد وجودنا إذن من قيم حضارية إنسانية عالية، فكذلك التراث يعكس صفة التسامح والكرم والجمال والابداع وكلها قيم أصيلة تحتوي على البساطة وعدم التعقيد والتكلف. فالبساطة فيها الجمال وهي تعكس الصدق والشفافية. والتراث المستمد من هذه القيم لا بد أن يكون بسيطا. إننا نبحث عن أفكار وخطاب وعمل، مركز بسيط وسهل الإنجاز، بدون أي عقد أو مركب نقص والتحرر أكثر ما أمكن من الأفكار الخاطئة. فاختيارنا دروب المدينة ليس عملا اعتباطيا بل أن الدرب والحي كحضارة وتراث هو نطقة الانطلاقة لرد الاعتبار للمدينة ككل. وإيمانا منا بأن رد الاعتبار للمدينة لا يتم فقط من خلال الاحتفال بتاريخ الشخصيات والعائلات الذائعة الصيت أو من خلال أسوارها وقصورها وزخارفها ، بل من خلال إشراك جميع الشرائح الاجتماعية الغائبة عن صناعة التاريخ والترويج له. يجب البحث والعمل مع الساكنة حسب تصوراتهم، ونمط عيشهم وربطهم بمحيطهم بشكل تدريجي، ليتفاعلوا ويتعايشوا مع موروثهم الحضاري ومجالهم التاريخي ليعتزوا بهويتهم الثقافية والإنسانية، لأن الناس هم الذي يصنعون التاريخ على اعتبار أن التراث عصارة تجارب الكل... وفيه كذلك إجابات عن أغلب أسئلتنا المعاصرة. فليكن شعرنا هذه السنة : "التراث للجميع.. والتراث ثروتنا".

بقلم نبيل المودن

التـــراث للجميــــع التـــراث للجميــــع بواسطة Unknown on 3:12 ص القسم: 5

ليست هناك تعليقات: