غابة الصنوبر بآسفي : صدر رحب يسع أكثر مما تتصورون


  نبيل المودن - ميادين أسفي
تعرف غابة الصنوبر عند ساكنة المدينة بغابة "العرعار" الواقعة  شمال مدينة  أسفي، إنها المتنفس الوحيد المتواجد على مستوى المنطقة، مغطاة بشجر الصنوبر، هذه الأشجار المتميزة  والجميلة التي لم تعرف عبر تاريخها إلا شموخا، ولم تحن رأسها لأحد، ولم تنل منها المصائب والأرزاء. كما أعطت لهذه المنطقة طابعا فريدا، إذ أن أشجار هذه الغابة تتلاحق رؤوسها الخضراء متصلة بعضها ببعض إلى مساحات طويلة تعد ب 31 هكتار، كما أن الأشجار المغروسة تقدر ب 25763 شجرة، ولقد تم هذا الغرس بتاريخ 15 يونيو 1972, ولم يكن الغرض من هذه الغابة التي كان يوجد بها مشتل للأزهار  والأشجار  اضفاء لمسة جمالية على المدينة فحسب، بل كان اهم هدف منشود من وراء غرسها هو منح مناخ صحي سليم خال من شوائب التلوث المنقول عبر الهواء، ليمر عبر مصفاة أوراق الصنوبر التي تمتص كل أشكال التلوث. و للأسف ومع التوسع العمراني في المنطقة واجهت الغابة متاعب كثيرة  كانت الساكنة المجاورة مصدرا لها ، فهي معرضة دوما لفؤوس الطامعين ومطرح للأزبال والأتربة ولعاب المجزئين، فأصبحت شجرة الصنوبر شاحبة، ذابلة، عليلة، تفتقد لنظارتها وجمالها، مما أثر هذا الوضع على الأسر في هذه المدينة بأطفالها وشبابها وأبنائها ورجالها وبكهولها، وشيوخها يشعرون بالحسرة والضيق عند نهاية كل أسبوع وهي لا تجد حولها متنفسا أخضر يجدد فيها الحياة وينعشها، وكم تشعر ساكنة أسفي  بالانقباض عندما لا تجد مساحات خضراء وأماكن للإستجمام ،و اليوم صار الكل يدعو لأيام مفتوحة من أجل رصد المناطق الخضراء وخصوصا شجرة المدينة: شجرة الصنوبر الشريفة، فقد بات  العشق يتجاوزنا  لينمو  ويكبر  ويسافر بعيدا عن زمن مغلق إلى ما لانهاية، لنحلم إذن بغابة تكون متنفسا لنا ومتنزها لأطفالنا وملاذا لمتقاعدينا ومكانا لمبدعينا ورئة لعدائينا. وليس بعسير علينا أن ننظم هذه الغابة ونعدها وفق تخطيط هندسي فني يؤهلها بأن تكون متنزها سياحيا بامتياز متمتعا بجميع المواصفات العصرية اللائقة بالمستوى الحضاري للمدينة.  فصدر غابة الصنوبر أوسع مما تتصورون.
 

غابة الصنوبر بآسفي : صدر رحب يسع أكثر مما تتصورون غابة الصنوبر بآسفي : صدر رحب يسع أكثر مما تتصورون بواسطة Unknown on 2:42 م القسم: 5

ليست هناك تعليقات: