هوامش على حاشية كتاب "الأمير المنبوذ " للأمير هشام بن عبد الله العلوي


لحسن صبير- ميادين أسفي
كتاب "الامير هشام"(الامير المنبوذ) يستحق بعض الملاحظات ،ودوما أؤكد وأعيد التأكيد الآن وللمرة الألف ان لا علاقة لما سأسجله او سيلي في الايام اللاحقة بصراعات القصر المخملية ولا بجوقة المهاجمين المجانيين حتى وربما من دون قراءة ما كتبه "الامير" سابقا او لاحقا عير كتابه التفصيلي ,,,,,فإذا كان الأمير يعتبر كتابه خطابا "تعاقديا" بين واحد متحدر من قمة الهرم السلطوي للمغرب وقراءه "المغاربة" ,,,فاني اعتبر ملاحظاتي التي ستواكب قراءتي لكتابه خطابا "تعاقديا" لا يقل اهمية ،عن خطابه ،من مواطن قادم من اقصى نقطة من المغرب العميق ,,مواطن شب عن الطوق وبلغ من الرشد بما لا تستطيع اية قوة في الارض ولا حتى في السماء ان ترده ل"قمقم" الرعية ولو بصورة مهذبة حتى ,,,, وعلى بركة الله
1) )يفسر الكثير من السلوك "السياسي" ،لما يفترض ان يكونوا سياسيين ،وعلى طول مسار التاريخ الوطني الحديث على الاقل ،ليس بأدوات علم السياسة ،بل بالتحليل النفسي لان حقلنا اصلا هو "لاسياسي" ومشخصن منذ البدء منذ ان تشرب المنظومة الاسلامية في الحكم بكل قواعدها الفقهية في الامارة ,,,ينسحب الامر على ما تولد لدي من انطباع من قراءة المائة صفحة الاولى من كتاب الأمير خاصة ما اتصل بذاك الاغراق في "السيرة الذاتية" الجينيالوجية العائلية والسياسية(او ما يعرف في الآداب السلطانية بالبيوتات)،فضلا عن المرارت الشخصية والانكسارات والتي يمكن فهمها بل التعاطف معها على المستوى الانساني (كتجربة انسانية محضة مجردة عن المرامي والسياقات),,,حتى ليكاد المرء ان يستشف عنوانا آخر للمتن اياه "الأمير اليتيم",,,,,لكن يتبادر لذهني سؤال جوهري لست أعرف ان سأجد عليه جوابا في مئات الصفحات المتبقية : "فيم تختلف تربية أمير مرشح لتقلد عرش المغرب عن تربية وريث العرش البريطاني او التاج الامبراطوري الياباني رغم شكلية العرشين لكنهما من الرسوخ التاريخي الشبيه بالحالة الوطنية مع اختلاف الادوار والوزن في القرار الوطني بين الحالات"؟,,,,
2) اختلف مع الأ مير في قوله ، ان كتابه سابقة في تصدير ما هو متواري خلف "المشور" ,,,,بل استسمحه القول ان كل الذين تعاقبوا على عرش المغرب باختلاف الامبراطوريات كانوا دائمي تصدير ما وراء "دار الحكم" ,,,الفرق انهم في مجتمع شفوي كانوا قليلا ما يكتبون ,,,لكنهم كانوا "يفعلون" وسيفا بالاساس ,,ولكي اقتصر على العرش المغربي في ظل السلالة العلوية ،فاعتقد انني لست بحاجة الى تذكيره ان صراعات ابناء المولى اسماعيل اقتطعت من المغرب ما يفوق 32 سنة من "الحرب الاهلية" ,,,وان المولى سليمان "طارد ابنه" والمولى عبد الحفيظ "طارد اخيه" ,,,,,وكل في مطاردته طلبا للعرش او حرصا عليه كان "يصدر" ما وراء "المشور" بطريقته لتحقيق "الالتفاف" وشرعنة الاحقية ,,,,,,
3) اشكر للأمير هشام تأكيد معلومة ،كانت بيني وبين احد الاصدقاء مثار خلاف على الصفحات الافتراضية ،وهي مدى تورط الامريكيين في المحاولة الانقلابية الثانية ,,,في ذاكرتي "كمراهق يقظ"ساقتني الظروف او الصدف التاريخية ،ان اشهد على وقائع متصلة بتحركات استاذ لمادة الانجليزية ب"ليسي مولاي عبد الله" والذي كان في نفس الوقت يشغل مهمة "باستور" بروتستانتي انجيلي بكنيسة "زنقة بيجو" بمرس السلطان بالبيضاء ,,,انه "دافيد كولدمان"لكنه كان قوي الحركة خلال المرحلة السابقة على المحاولة الانقلابية للرباط مهملا لمهامه الكنسية ,,واعتقد ان الاجهزة المغربية قد تبينت ادواره للحد انها طالبت بترحيله بعد المحاولة وكان لها ما ارادت ,,,بمعنى ان الاجهزة المغربية وربما على اعلى المستويات كانت على علم بعد المحاولة على تورط الامريكيين فيها ,,,امر ليس فقط مجرد تخمين "من اين انطلقت الطائرات ومن سمح بتسليحها بالدخيرة الحية في قاعدة هي تحت ادارة ومراقبة الامريكيين" ,,,,
4) ليس مقبولا وبالقطع ،من مواطن مغربي يقظ ومتتبع للرهانات الجيواستراتيجية ،وأحرى "أمير" متطلع لمغرب آخر أشاطره فيه بعضا من تصوره ل "ملكية المستقبل" (ساعود للامر في حينه),,ليس مقبولا ان يعتبر ان "قضية الصحراء" متصلة بمشروع علال الفاسي ,,,ان كان يعي "الامير" ما يقول حقا (والحال انه تكتكة وفق ما سيلي) فاجدر ان يعود اولا لطاولة الدرس التاريخي (السياسة بلا تاريخ ،لاعقل لها،،،،رعناء),,لأذكره فقط وفقط ب"لالامغنية"،لن احدثه نوستالجيا عن "تامزغا"(فهو عروبي الهوى والجينالوجيا السياسية) ولا عن الامتدادات التاريخية للامبراطوريات الكبرى (على الاقل في رقعتها المحورية دون الضفاف الاخرى),,,,لست بحاجة لاستعاد "يوغرطة" وهو يذكر شعبه بجشع الرومان وسطوتهم ,,,فقط وفقط انبهه لمغازلة لا تليق ،بل سياسوية فجة، للاطراف الاقليمية ولبعض الاوساط التي يعرف رهاناتها اكثر مني ,,فقط وفقط ركوبا على حصان "عدو ،عدوي ،صديقي" ,,,,الوطن لا يقبل العداء ,,,اللهم ان كان يعتبر المغرب بلدا لقيطا ,,ودولته كذلك صناعة لما بعد الحماية (وهي رؤية "النهج" كما هي رؤية بعض اطراف المجتمع الدولي وخصوم الجوار الذين تتحكم فيهم مقولة "القرع كا يبغي كاع خوتو يوليوا قورع"),,,,
5) أشاطر الأمير حلما ،ان كان يصدر فيه عن حقيقة علم ومترتبات ،(واحدة منها استبعاد منطق "الكثلة التاريخية"),,,حلم دافعت عنه و"نظرت" له بصيغة الجمع قرابة ما يفوق عقد من السنين ,,أجملته واجملناه في فكرة (( على الملكية ان تكف عن خصخصة المغرب ،وعلى المغرب أن يؤممها)),,,جملة بسيطة ,,,تبدو "تافهة" ,,اقرب ل"اللغو",,,لكنها تختزل اطروحة بكاملها ،ليس اقلها الخروج من دائرة "البيعة" كنص يسمو على كل نصوص دولة الحق والقانون ,,,او ما اسميناه حينها ب"تزمين البيعة",,,عبر تجريدها من "الروح الثيوقراطية المستحكمة",,,هو مدخل "الدولة المدنية" و"النظام السياسي المدني",,وهو ذا مخرج الخروج من اختناق زج فيه المغرب لقرون خلت ،وزادته ملابسات "الاستقلال" باحتراباتها الحقيقية منها والمفتعلة ,,,,  

6) مؤسف ان يقع "الأمير" في زلات ،"مأسوية" حتى ليتسائل المرء ان كان حقا يكتب ويقرأ ويعيد تقويم ما كتب لضبطه ,,,يتحدث انه لم يكتشف "ألآخر "الفقير الا في سن متأخرة -تراوح مرحلة المراهقة - والحال ان الرباط تعج بالفقر ليس بمحيطها فحسب بل بداخلها كما هي الطريق من الرباط الى افران لرحلات الصيد او الفروسية ,,,هذا على افتراض انه لم يحلق يوما فوق سماء اي من المدن المغربية ليكتشف حجم البؤس من "عمرانه" فقط وفقط ,,,,هذه الطريقة في الكتابة ،التبريرية في العمق لا تليق برجل دولة ,,,وهذه واحدة  الثانية ،قوله ان المرحوم الحسن الثاني في خطابه "الشهير" (وهو معروف بلغة" راس الدرب " حينما يبلغ منه الغضب مبلغه) حينما هدد كل من جالس فلسطينيا ب"داك الشي اللي ما يتدكرش"،بانه جاء رد فعل على مصافحة عابرة مع عرفات ,والحال ان ابسط متتبع يعرف ان الامرمتصل بالمجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثامنة عشرة المنعقد بالجزائر في نوفمبر 1988 والذي استضاف ضمن وفوده الضيفة جبهة البوليزاريو وعلى راسه رئيس الجمهورية المزعومة بل والقى كلمة في المجلس المذكور ,,احدنا على خطأ والقارئ النبيه فيصل بيننا ,,, 7)في تعليق له على نظام الدراسة ب"المدرسة المولوية" وطابعها التقليدي الصارم أشار الامير هشام لتأففه من الطابع "الاسبارطي" كما من اقتلاع "ابناء الشعب من اوساطهم" ,,,,وددت هنا ان اسجل بضع ملاحظات يجب ان نسجلها للمرحوم الحسن الثاني ،اذ برغم تكوينه وشخصيته المزدوجين، الفقيه المتزمت/المثقف الفرنكفوني فقد كان حريضا على "تامغرابيت" وهناك محطات شاهدة له في ذلك من بينها تكوينه لابناءه في المدرسة والجامعة المغربية ،كما امتعاضه من التحول القيمي فيما يتصل برعاية العجزة وتبعات تشظي الاسرة المركبة ,,,,اما فيما يتصل بالنظام الاسبارطي وبعيدا عما يجب او لا يجب اخضاع مرشحي الحكم له من قواعد وانظمة تربوية ,,وعلى خلاف الشائع من الاعتقاد ,,,فاننا بحاجة ماسة للنظام الاسبارطي بكل نظامنا التعليمي وتغدو الحاجة ماسة من وجهين :اننا كبلد عالمثالثي مجبرون على الاستثمار في الزمن لذا مطلوب من ابناءنا ان "يولدوا رجالا"(كما اشار ذات لحظة ياسر عرفات وهو يشير لحاجات المقاومة الفلسطينية) اما الوجه الثاني فكل الانظمة المدرسية بلا استثناء والمؤهلة لرجال ونساء ادارة الناس والاشياء تعتمد النظام الاسباطي او مشتقاته في تأهيل روادها ،ورجال ونساء التربية بالمغرب يدركون اليوم بمناسبة الحديث عن "الاصلاح" حاجتنا لثورة اسبارطية في مناهجنا التعليمية في ظل اكراهات الاسرة والمجتمع وتعدد الآفات المستشرية ذات الآن كالاوبئة في صفوف ابناءنا وبناتنا ,,والتأهيل الجيد يتطلب نظاما جيدا يراعي المتطلبات التاريخية للمجتمع وتحدياته والاكراهات والمآزق التي يمر منها ,,,,عوض حصر المنظومة الاسبارطية في نخبة النخبة ،واخيرا وان كنت لا استطيع وليس دوري بالقطع ان اتحدث مكان الآخير او احل محل شعورهم ،فاطر "المدرسة المولوية" يبدو بعضهم على الاقل مرتبطين بجذورهم بما لايقاس بغض النظر عن تموضعهم ومواقفهم الساسية -أسرد حالة "أوريد" المثقف والمبدع - ،هذا اذا لم تكن دعوة الامير ,وجها ثاويا ،لضرورة "نقاء" المحيط الاميري من "شوائب" "قوم هبش" في سياق نظرة "متعالية" لاشعورية تتكشف احيانا في صورة "فلتات" ,,,,
8) لا يختلف "عنزان" في دموية المرحوم الحسن الثاني ،وسيكولوجيته الانتقامية ،بل وفاشيته في الحكم ،وفساد نظامه "المخزني" القائم على نهب البلاد والعباد ,,,,لكنه في كل ذلك كان لديه احساس قوي ك"رجل دولة" بانه يتحمل مسؤولية عرش ليس ككل العروش ,,,لقد كان لديه شيئ مما يشبه "الشرف الامبراطوري" ,,وفيما يعود لما اسلفناه من دموية وفساد و نهب فهو لا يختلف عن سابقيه ممن توارثوا عرش المغرب من سلاطين اذ تصرفوا في البلاد والعباد بمنطق اسلامي محض :"الفيئ" ومن ثمة فالمغرب مجرد ضيعة/مغنم واهله مجرد عبيد وفي الاحسن "موالي" والمولى مقامه مقام العبد في الفقه الاسلامي منذ "عمر بن الخطاب" الذي" اسقط الموالاة في العرب وتركها في غيرهم",,,هذه سنة العروش التي تعاقبت على المغرب وتجدر من خلالها ما بات يعرف ب"المخزن" فهو ليس لا وليد "الشرفاوية السعدية" ولا "الحماية" كما يشير الامير في كتابه ،بل وليد المنظومة الاسلامية في الحكم (الطاعة،الولاء، الجباية، النصرة= العبودية)،لذا فلم يكن المرحوم الحسن الثاني أكثر دموية من المهدي بن تومرت ولا اكثر بطشا من المولى اسماعيل ،كي نقتصر على مثالين فقط ،....نصل لمربط القول بخصوص واقعة انقلاب الصخيرات ومطالبة الطبيب باحضار المضادات الحيوية للامير المرحوم عبد الله خوفا من مضاعفات قد تتسبب في الغانغرينا وموقف المرحوم الحسن الثاني التصعيدي ازاء الالحاح "اقطعها له",,,من الطبيعي ان يمتعض طفل للامر اكان اميرا او من يا ايها الناس ,,,لكن بمنطق رجل الدولة يغدو المشهد آخر تماما ...رجل الدولة في معركة الوجود ،كقائد جيش وسط حمم المعركة ,,كل ما هو خارج الهدف يغدو تفصيليا وهامشيا ,,,انه يفكر في جيشه ولن يفكر في جريح صريع ولو كان ابنه ,,وما لم يكن يتحلى بهذه الخصلة اصلا عليه ان يتنحى ,,,او يقبل على "الهاراكيري",,,لان للمسؤولية شرفها وثمنها ايضا ,,,لذا من غير اللائق الا يستحضر "الخصم" الا كشيطان بعيدا عن بعض قواعد النزاهة التي تأخد بالسياقات ,,,,
  9) في هذا القسم (المائة صفحة الاولى من كتاب "الامير") ،بدا لي ان ما لم يقل اكثر مما قيل ،وهذا الأخير يقرأ وتفكك شيفرته فيما بين او راء السطور ،قناعتي المؤقتة الى حين الانتهاء من قراءة الكتاب عبارة عن فرضية : أن اللاعب الاكبر وراء كل هذه الدسائس والمناكفات والطموحات والمطامع المجهضة أو الموؤودة ،غائب/حاضر ,,,كائن يشبه شخصية "السلطانة هيام" في مسلسل "حريم السلطان",,, لذا تبدو لي الاميرة لمياء بحكم قوة شخصيتها وخلفيتها السياسية التاريخية وعلاقاتها الشبكية هي النحاث الاعظم لشخصية "الامير" ولردود افعاله وسيكولوجيته في التعاطي مع الاحداث كفاعل او كمنفعل بها ،ربما غاب عنها ان المنظومة السلطانية في السياق الاسلامي بصورة عامة والمغربي الموروث بصورة خاصة تخضع لآية "لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا"(الانبياء 22),,,فهل من خليفة او سلطان لم يعتبر نفسه في السياق الاسلامي "الاها" مجسدا في وحدانيته كمصدر أوحد للشرعية والمشروعية ،ربما التصور ان عرش المغرب "شركة عائلية" كان أصل الفهم المخطئ ل "آل الصلح",,,وربما كان سببا دفينا للمضاعفات الجانبية ,,,لنترك لباقي الكتاب ان يؤكد او ينفي هذه "الفرضية",التي تظل لحد الآن في حكم "المضاربة الفكرية" المبنية على مجرد انطباعات مستخلصة من مؤشرات متناثرة حول "الثاوي" فيما وراء السطور ,,,
10)بالعودة لمشهد "درامي"،حيث المرحوم الحسن الثاني يلج المكان الاكثر حميمية في بيت اخيه المتوفى المرحوم عبد الله ،غرفة نومه، ليبحث في متعلقاته امام اعتراض زوجته ,,,يستنكر الامير الامر ويضيفه للائحة مثالب الحسن الثاني او ما يريد ترسيخه من رغبة "انتقام " لدى الحسن من عبد الله حيا وميتا ,,,,يكشف الامير عن سوء فهم كبير، بل عن جهل مدقع بالعادات المغربية ،البدوية بالاساس حيث الاسرة المركبة - وبرغم كل التحديث الاستهلاكي الظاهر فان "المشور" قد ظل حتى في لغته الجارية(المونة،المرفودة،الملزومة الهدية،بابا خويا ،بابا سيدي ،البركة,,,,) وقواعد علاقاته ومفاهيمه وعاداته بؤرة "بدوية" خالصة اذ هي الاقدر على الحفاظ على كنه المجتمع التقليدي والتقليدانية بصورة عامة - قلت ما فات الامير بهذا الصدد ان المجتمع المغربي قد ظل ولاواخر الستينات يعتبر فيه من الجاري ومن العادي بل ومن الواجب ليس فقط ان يلج "العم" "المكان" الحميمي بعد اكتمال "الرباط" (او العدة) بل ان يعقد على زوجة اخيه كاستمرارية لرابطة الابوة تجاه ايتامه ،انه مبدأ "الحلول محل" الذي كان ساريا في الاسر المركبة ،وليس لنا ان نحكم حكم قيمة على المبدأ /العادة/العرف/التقليد اياه ،بل لنا أن نفككه لنفهمه ،سواء من وجهة "تشيئ" المرأة في مجتمع باترياركي او من وجهة الحاجة الضرورة المادية المهيكلة له ،والمتصلة اساسا ب"الارض" في مجتمع "بدوي" زراعي تعتبرفيه الاخيرة مصدر الثروة والجاه والسلطة لا تفعل المصادر الرمزية الاخرى الا تعزيز شرعنتها بما فيها "الشرف",,,لنا ان نقارن الامر برغم فروقه لدى بعض اسر "تاليوين" حيث شح الارض وقسوة الطبيعة والتي ان قام الاب بتجهيز ابنته للزواج فقدت عرفا -برغم اسلامية المجتمع - حقها في الارث ،وهو مخرج على مقاس عدم مقاسمة "الآخر"/ البراني للاسرة الكبرى الحق في الارض بما يعرضها لضياع سبب الوجود ,,,مبلغ المراد ان الامر ليس بالصورة الدرامية من الوجهين وجه العادات "التقليدانية" ووجهl "قضية دولة")
 11)في المائة صفحة الموالية ،يتجه "الامير" للرشد الفزيولوجي و المعرفي و يصبح سؤال الذات اكثر "توجيها" وادراكا ل"ما لاجله" ،دون ان تغيب عن ناظره :استهداف الآخر ل"كسره" ماديا ووجوديا ,,,تغلب المسحة السياسية اكثر على الحضور ,,على الفاعلية ,,,واثبات الوجود ,,,فنكتشف اوجها /اقنعة /ادوار شتى ,,,"الامير الكورتيي" او "المخزني الصغير" الذي يتماهى مع "النظام " مستفيدا من امتيازاته ،غير المشروعة في الغالب ،و"الامير المقاول" المستفيد من شبكة العلاقات "الزبونية" لضمان رقعته الخاصة في الخريطة الاقتصادية ,,,ثم "الامير الضرورة" غير القابل للتجاوز بحكم الحاجة له في الاستكناه وفهم ما لا يستطيع الآخرون فهمه برغم كل اجهزتهم الدولتية ,,,واخيرا "الامير المهرب الدبلوماسي" الذي يعالج القضايا من وراء ظهر الدولة حتى من دون استشارتها ان كان ذلك يدخل ضمن "أجندتها" ومصالحها ,,,أتصور الدولة بهكذا منطق كاريكاتوري أقرب ل "البيسري" او "محطة طرقية" منها لشيئ آخر ,,واستخلص ان الامير دفع الى الاقصى استفادته من "الحصانة العائلية",,وفي كل ما روى والذي لست اشك في وقائعه وان جانب بعضها التدقيق ,,,اتلمس بروفايل الحسن الثاني الداهية الذي يدرب ابن اخيه على طريقة "قط متخم ممسك بفريسة يلاعبها كي تفهم ان ليست له حاجة لاكلها ,,,لكنها في فرارها "لعبا" ترتمي في احضان قط جائع بما لا يقاس" :عالم المخابرات ,,,فهل من عالم اكثر حضورا للاستخبار والاستخبار المضاد من رواد "تجارة السلاح" ؟,,,أميرنا صار احمرا بالقوة والفعل,,,ليس بفعل حمرة الافكار الجذرية ,,بل بفعل قوة تجاوز الخطوط الحمر التي ربما لا يسمح بها "البيسري" حتى ,,واحرى دولة ولو كانت "مملكة موز" ,,, 

12) ما كنت اعتقد ،برغم احترامي لتكوين الامير ولقناعاته ،ان تدفع به المجاملة والمغازلة بل والمحاباة للمشرق الذي ينتمي له روحا ومخيالا سياسيا وشبكة علاقات ومصالح ،الى قلب الحقائق ،والتاريخية منها بالاساس ,,,لا يتعلق الامر بتحليل والا كان له في ذلك عذر ,,بل بحكم ,,وللقارئ ان يحكم ،في الصفحة 153 يتحدث عن كون النظام المغربي هو مزيج من التوفيق بين "الاستبداد المشرقي" و"الحكم المطلق المقدس الاوروبي" ,,,,,الله أكبر ,,,,اي حكم اقدس،واكبر استبدادا واطلاقية ، والاولى مصدرا في تاريخ المغرب حيث توحد الحاكم بصورة الاه من حكم الخلافة الاسلامية ،امارة مؤمنين او امارة مسلمين ؟,,,,ما اضفته الحماية من جديد هو انها منحته "اسنانا مرتبة" و"انيابا مهذبة" ,,بيروقراطية مدنية وعسكرية تحت الخدمة، في خدمة مركزيته الرعناء ,,التي تتجاوز وبكثير "اليعقوبية"(LE Jacobinisme) ,,,لانها بالمبدأ /الديني وليست كما الاخيرة ب"الضرورة الوقتية" ,,,, 

13) لست ادري اي منهما استوحى من الآخر ،سفير فرنسا بالامم المتحدة ام الامير هشام ,,,تذكرون صيغة تصوير المغرب كعشيقة تضاجع ليس حبا لها بل لضرورة ؟ ,,,اقرأو هذا المقطع من الصفحة 152 من كتاب الامير :(( En bon musulman il prétendais à plusieurs épouses légitimes ....Mais sa vraie épouse etais l'Amerique et la France plutot sa maitresse)) 

14)"موحا الاحمق ,,موحا الحكيم" ،استعير العنوان فقط للرواية اياها، لذاته للتعبير عن حالة"La pluie et le beau temps" التي ينخرط فيها الامير ، حتى لتضيع احيانا كثيرة حدود الشعرة بين ما يدخل في "الابتزاز" من اجل مكاسب ذاتية اكبر واوسع ،وبين ما يدخل في "السياسة" بحق كرؤية وطموح نبيل باتجاه المصلحة العامة ,,, وفي هذا الصدد لا يخلو كتاب الامير من "شيزوفرينيات",,,, الكائن الاقتصادي الريعي والمتهرب ضريبيا والذي يرغم على التصحيح الضرائبي انتقاما ,,والكائن "السوسيوديمقراطي" ،الطموح لتصويب حال الملكية التي تظل في مهب التاريخ ,,,على الصعيد الاخير ،تحديدا لست أخفي مشاطرتي اياه موقفه (اتحفظ من وجود تفكير منظم ،وثابث لديه بهذا الخصوص) لكن لا باس من التذكير اننا كنا سباقين الى المناداة بان "تكف الملكية عن ان تكون لا عبا اقتصاديا",,,وجه حاسم من "المخزن"(من اعلى القمة لابسط مكون ريعي في المجتمع هو هذه "السلسلة الغذائية" المنتجة والمعلبة والمسوقة والمستهلكة للامتيازات والمدورة لفضلاتها لتستعاد لقلب المنظومة الانتاجية),,,لكن الوصفة المطلوبة تبدو "فانطازية" و"شعارية" بل ليست من "عندياته" ,,, هي اصلا واحدة من شعارات "العدل والاحسان" تـاميم الثروة الملكية ,,,,والحال ان ليس مطلوبا المساس بالملكية الخاصة للافراد طالما كان هؤلاء الافراد ايا كان تموضعهم في المجتمع خاضعين لسريان دولة الحق والقانون ,,وليس للمواطنة الامتيازية ,,,بما فيهم "الامير",,,وهذا التمرين يتطلب ارادة سياسية في التغيير ،اذ لا يكفي رفع شعار محاربة "الريع" وفساد الذمم تجاه المالية العمومية(التهرب الضريبي أو تهريب الاموال) والاستمرار في اعادة انتاجه وتغذية اسسه ,,,ربما كان "المخزن" حالة وحاجة مجتمعية معبرة عن مجتمع بدوي يؤالف بين الرحل وزراعة الاستقرار واطياف ميركانتيلية او مرابية ،المجتمع المغربي يتحول بما لا يقاس وحتى حالات الردة به تعبير عن خضات المخاض،لكن عدم السعي البناء لتمتين وعيه بكل ادوات الفهم والتوجيه الذاتي للفعل الايجابي ،واحلال التناور على التاريخ محل ذلك لامتصاص حمولة اندفاعة التغيير ,,,سيوجه نحو الكارثة الاكثر تدميرا : القنبلة "الفراغية",,,والملكية ما لم تع استحقاقاتها التاريخية ,,لن تكون استثناء ,,,,في هكذا أفق/منظور استشرافي ،نتفق 
15)يبدو لي الامير بطيئ التعلم ،كما لو كان يعاني من آفة التعثر المدرسي ،,,,احساس تولد من الفصول اللاحقة المرتبطة بانتقال الملك ،،،،بالعودة للمشهد الذي جمعه بالمرحوم الحسن الثاني في بقايا قصر المولى اسماعيل ،وما روي عن دفن ابنة هذا الاخير حية من قبل ابيها لرفضها زواجا مرتبا لاجل تحالفاته القبلية ,,وكيف سرت عبرة عنه او صورة ممتدة عابرة للزمن يحيا من خلالها "السلطان/الرمز/الصورة".,,,يتكرر الدرس حينما يتناهى للحسن الثاني حديث الامير عن "زمنية" الملك ورد هذا الاخير المؤنب ،"سأحكمكم من قبري"،بما مفاده: ان تلك الاستمرارية الخفية التي تسكن الاوصال والاذهان وتكيف السلوكات وتصهر المواقف والاتجاهات بل وتصم بعدواها المؤسسات هي نتاج تراكم تاريخي اكثر رسوخا من الافراد عينهم والذين يسمونه بميسمهم لكن قلما يغالبونه رعبا من التجاوز ،،،ومحمد السادس لن يشد على القاعدة ,,,سيكون بالضرورة مغايرا لكنه لن يكون الا ضمن منطق الاستمرارية ،حتى ولو كان "اراديا" باتجاه تعيير لافت ,,,ذلك ان ما راكمه التاريخ على مدى 15 قرنا لا يزاح عبئه المتواتر بجرة "علاقات عامة",,,يحتاج الامر لفعل تاريخي اذن، لكنه صادر عن المجتمع ،والحال ان المجتمع دمر تماما ولا يستعيد ذاته الا ببطئ وفي مواجهة عراقيل استدامة شتى واحابيل اكثر تعقيدا ، تكالب فيها الداخل والخارج حتى اصبحت كل قوة حية فعلا في مرمى نيران متقاطعة ,,,,مفاد القول ان المجتمع المغربي لايزال يحكمه الاموات ووحدها انبعاث الحياة كقوة حية ثورية-بالمعنى التحويلي لا الانقلابي - مدركة لذاتها ولاجل ذاتها تستطيع ان تصنع للمغرب افقا آخر وتحرر الملك من ذاته الموروثة ,,,بالمجمل :"موازين قوى جديدة" 16
) كنا ،ومن دون منة او مزايدة، من المدافعين عن حق الامير في التفكير بصوت مسموع واعتبرنا الامر كمساهمة في الحياة الثقافية والفكرية مصدر اثراء ،لذا لا يمكن الا التعاطف والانتصار لحقه في ان يحظى بكل الحقوق والضمانات التي تنص عليها المواثيق الدولية الملزمة ،لا اتحدث عن الضمانات الوطنية فهذه لا تساوي الحبر الذي كتبت به عند باب اية "باشوية" او "مركز شرطي",,,,لكن أمرا توجب حسمه لدى "الامير" ،هناك فرق بين الفعل من داخل "بيت الامارة",,اي والعين على السلطة او بعضها ,,وبين الفعل من موقع "المواطن" ,,,في المسألة قضية "تجرد" او "قواعد التحفظ" ,,,ومع ذلك ما جرى من تضييق ومطاردات لا يليق ,,بل يكشف عن حجم "الكأس الفارغ" في الواقع الوطني والذي لا يعتبر بل يسفه ويحتقر ماجرى بخصوص "هيئة الانصاف والمصالحة",,,يتعلق الامر ب Les intouchables ou Les citoyens au dessus de tout soupçons الذين يريدون ان يستفيدوا من حالات ظرفية تتصل بقضية الصحراء او قضية الارهاب ليغرقوا المكتسبات المحققة في "فنجانهم" ,,,اقصد الشرطة والجيش ,,,, قضيتان بل جهازين حيويين يجب ان يخضعا بدورهما للمراقبة والمحاسبة, والمسائلة العمومية ,,,احد تحديات الديمقراطية بالمغرب :La Normalisation(أحد بنود مذكرتي المرفوعة لهيئة الانصاف والمصالحة فيما يتصل بالمطالب العامة : مجلس أعلى للامن والدفاع الوطنيين ,,,,رأينا تنصيصا دستوريا ولم نر تفعيلا ولا نتائج لحد الآن)
  17))يكشف جزء من استعراض الامير للحالة الوطنية تملكا للمعطيات الاحصائية تحولات ديمغرافية وقدرات اقتصادية وإشكاليات تشغيل وتعليم وتكوين في صورتها الاختزالية العامة,,,بيد انه على مستوى التحليل يبدو الامر تماما كما لدى الدوائر البيروقراطية الضيقة الوطنية منها والدولية :الاغراق في "التقنوية",,,من دون كشف ل"المستور" بل تمويه له بحثا عن "اكباش فداء" ,,, ففي مجال التشغيل وبخصوص تعاطفه مع معطلي نواحي الرباط و رغبته في حل مشكلات بعضهم في اطار مقاولاته اشار لانعدام مؤهلاتهم ،والحقيقة يجب ان يصاغ السؤال بالطريقة الاسلم :"مؤهلات بالنظر لماذا؟" ،هل مطلوب من كلية الآداب او كلية الشريعة او حتى كلية العلوم أن تنتج "كفايات تطبيقية" لعالم المقاولة أم ان معظم الجامعات كانت موجهة لخدمة "مغربة التعليم" و"مغربة الادارة" مع التشطيب على شيئ اسمه البحث العلمي فصار تشبع الوظيفة العمومية ادارة وتعليما يحدث موجات راجعة انعكست على الفوائض واللاجدوى بل انعكست على هزالة التكوين الأكاديمي اياه وبؤس تأطيره ,,,لكن حتى ولو كانوا دكاترة وبمؤهلات عالية فهم لا يصلحون اصلا للمقاولة اية مقاولة وأحرى المقاولة المغربية العائلية في معظمها والأقرب لمعاقل للعبودية العصرية منها لامر آخر ,,,ان الخلل في سياسات الدولة العمومية كما في عقليات المقاولين "البدوية"/الاقطاعية  وفي مجال "التعليم" أشار الامير ل 27 بالمائة من الميزانية التي يستهلكها من الميزانية العامة مقارنة بالجزائر وتونس(مع ان المقارنة غير سليمة لاختلاف حجم الميزانيات والمعضلات التاريخية في الملف اياه) ,,,وبرغم ذلك ما الذي تمثله كثلة الاجور على هذا الصعيد ؟ وما حجم مسارب الفساد وإهدار المال العام في التجهيز والصيانة واستهلاك الماء والكهرباء بل ما حجم الاهدار ايضا حتى على صعيد كثلة الاجور نفسها على مستوى الآلة البيروقراطية الضخمة مركزيا ومحليا ،اما فيما يخص الاجور نفسها ،هل يدرك الامير( الذي تأفف في الثمانينات من اجرة عاملين ونصف بالحد الادنى النظري للأجور بالمعيار الحالي، واستاذين وربع للسلك الثاني من الدرجة الثانية في حينها) ان ابسط والج لعالم العمل في القطاع الخاص من خريجي المعاهد العليا باك+5 يساوي اجر انطلاق حياته المهنية، ما يفوق اجر استاذ ثانوي خارج السلم فاقت حياته المهنية الثلاثين سنة ؟ ان تبني الامير للفرضية القائلة بان هزالة تكوين الاساتذة وقوة تنقيبهم واستبداديتهم وهيمنة الدولة على القطاع والاسلاموية الزاحفة ليست موفقة إلا فيما يعود لمتغير الاسلاموية المخربة التي تجرد التعليم مما تبقى به من منطق وعقلانية وتزيد من اغراقه في الشعوذة التي تشكل طوفانا اجتماعيا اصلا ووجها من اوجه ردته،فعلى صعيد التنقيب فهو لا يمثل نسبة ال 1 بالمائة في فئة كانت الى حدود الثمانينات الاكثر تنقيبا في المجتمع اما الاستبدادية المفترضة فمجرد وهم ،اذ الاصح ان الاستاذ والأستاذة المغربيين اصبحا اكثر "تقنوية" وظيفة وروحا : رجال ونساء تعليم من دون "قضية " تنموية او تربوية او فلسفية (باستثناء المنتمين للأحزاب والجماعات الدينية فهؤلاء قضيتهم معروفة تديين /وشعوذة كل شيئ وانتقاء واستقطاب كل التلامذة المتميزين تحت جميع المسميات والإغراءات)،اما هيمنة الدولة فأسطورة في ظل اطلاق يد القطاع الخاص من دون مراقبة وإلزامية حتى ,,,,ومن يعش القضايا ويتتبعها ميدانيا ليس كمن يقرأ التقارير التركيبية "التقنوية" الحولاء ,,,,, 
18)يبدو الامير في تناوله لعلاقاته المقربة ،خاصة في الجسم الصحفي ،موزعا بين ضرب من النقد الذاتي وبين صورة "من يطلق النار على رجليه" ,,,في الخلفية مرارة انكسارات ومراهنات ,,,تحضرني ولمرة اخرى مقولة اندري غلوكسمان في كتابه "الوصية الاحدى عشر":((من فرط ما نصبح دمى نميل لجر خيوطنا بأنفسنا)),,,يتعلق الامر في نظري بL'instrumentalisation اكثر من اعتناق قضايا بعينها ,,,لقد فكر البعض بان يجعل منه أداة وجسر عبور لدوائر السلطة (الصطاف)،بينما كان هو يفكر في ان يجعل منهم "قوته التفاوضية"(تشهد "البرامج التلفزية الحوارية المباشرة" لما بعد انتقال الملك على كثير مؤشرات ورهانات),,,في النهاية :Les pseudos poupes sont tout a fait quittes.Les batteries sont épuisés<p> </p>19) مؤسف بل مؤلم ،ان تسمع من أمير اخترق حاجز الموت على طاولة العمليات الجراحية،ولا يتلقى مجرد تهنئة بالشفاء ،كيفما كان حجم التناقض هناك مثل مغربي دال "العداوة ثابتة والصواب يكون" ,,,هي طريقة لتدبير الخلاف التناحري ,,,أذكر اننا كنا حينها في "الحركة من اجل الديمقراطية" حينما توفي الحسن الثاني وطرح النقاش هل الصراع السياسي الذي يكاد يكون تناحريا يمنعنا من ان نكون مغاربة ؟,,,,كان الجواب قاطعا : وجوب تعزية الملك محمد السادس في وفاة ابيه ,,,,انتصرت "تامغرابيت"
,,, 20
)لست أوافق الامير تقييمه وتقديره ،للشلة السياسية (لا اعتبرها طبقة ولا فئة لسبب بسيط ان كل فرد فيها يحمل بين كفيه مصيره السياسي الخاص) وتحديدا في الصف اليساري ،فالكثير منهم (وليسوا قلة ) هم على صورة مجتمعهم روحا (سأعود للجوهر المنفلت من الامير)،يستطيعون وبيسر تصديق النوايا المعلنة ،والاستراتيجيات المعروضة ,,,لكنهم على استعداد لقلب الطاولة عند أي منعرج "خديعة" ولو كلفهم الامر حياتهم ,,,أختلف معهم لكني لا احتقر لا ذكائهم ولا مبادئهم بقدر ما احتقر "رداءة" الكثيرين من اصحاب "الكرسي الفارغ",,,, 
21)اختلف مع "الامير فيما يتصل بظنونه حول عدم انتباه المغاربة للاستبداد ,,كونهم لا يحفلون تقدير في غير محله ،المغاربة من النوع الذي ابتدع تاريخيا وفي الممارسة مقولة "دع الوقت للوقت",,,اليسوا هم اصحاب مقولة "تبع الكذاب حتى لباب الدار"؟,,,,واحد(او بعض) ممن ادركوا مبكرا هذه الخصلة من اشرف على صياغة التقرير الايديولوجي للمؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي حينما توقف عند خصلة "الحذر " لدى الشعب المغربي ,,,رجاء لا تحتقروا ذكاءه الجمعي<p> </p>22)لا يتناطح عنزان (سواء ب "واتر بوري" او من دونه) ان البادية كما العلاقات الشبكية المصالحية والعائلية المبنية على الزبونية والامتيازات والريع هي لحمة "المخزن" من قمة رأسه الملكية الى ادنى "مقدم" حومة يملك حق شهادة سكناك ,,,ليس في الامر اعادة اختراع للبارود ,,,,كما لا نختلف بصدد الحواجز المانعة ,,,تقارير الابناك الدولية و"البنود" بل تقرير "الخمسينية" تكشف ما يتصل بحواجز الاقتصاد وتحديات الديمغرافيا وفرصها التاريخية وعلاقاتها بالسياسية وإدارة القرار ,,,السؤال الملح :كيفية تحقيق التطبيع ،بقطيعة مع المخزن لكن بالحفاظ على الاستقرار الاجتماعي ,,,جوابي الخاص :يجب ان تحس كل الفئات بل العائلات المستفيدة ان مصالحها مهددة بل هي ذاتها مهددة وان خلاصها الوحيد هو تغيير قواعد اللعبة ,,,,العطب ؟ في اليسار "الجدري" المخترق من قبل "نواة مخابراتية " (انكشفت من فرط تفويت تلمس اعدار الاخطاء القاتلة)تتلاعب بقراراته الحاسمة,,,,تفوت الفرص وأسئلة المحك ,,,,وفي الادنى La mise à niveau ! ,,,الذين عايشوني سياسيا يدركون دلالة المرمى والمصطلح ودوره ومفعوله.<p> </p>23)لا اومن ب"ربيع عربي" ,,,التسميات الصحفية خادعة ونحث المصطلحات يلعب دور "النصب والاحتيال " التاريخي تماما كما نحث مصطلح "الاسلاموية" المدمر في حينه ,,,ولا الامر متعلقا بانبعاث جديد او نهضة"قومجية" من نوع جديد ,,,لا زلت اومن بانها "انتفاضات للضيم ألاجتماعي" ,,,تماما كثورات الخبز، لكن تلقفتها استعدادات اطراف منظمة ,,وتماما أيضا ،كما تلقف البلاشفة ثورة الجياع الروسية ,,,لكن في العمق لا يجب النظر لما جرى مغربيا ابعد مما جرى تزامنا مع عدوى ماي 1968 ,,,غير أن تأطيره سياقيا يجب ان يؤخذ ضمن تلك الدورات ألانتفاضية التي ظل يعرفها المغرب والتي ستتحول من المركز للاطراف ,,,لتتحول الى حالة شبه يومية مع تحول بارز :المرور من حالة "كسر الآلات" الى التظاهر المؤدب والمؤطر شعاريا بين كثير "فئوية" وقليل "عمومية",,,"20 فبراير" كانت لحظة "ثورية" لقطف ثمار هذه السيرورة لكنها افتقدت "ثوار فكر",,,لذا اغرقت في كثير من الجبن والخداع واللؤم السياسي من داخلها كما من محيطها الوطني العام ,,,شلة "الامير" كانت رقما وازنا في هذا اللؤم الذي يسر "عدم نضجها"،بل ولعبها ورقة ضاغطة لمصلحة "التقليدانية" المخزنية والأصولية ،،،هل نتذكر فصل الضغط لعدم الاعتراف بحرية المعتقد؟ ,,,كانت الرصاصة القاتلة في "تقليدانية البيعة",,,لكنها اجهضت بالنزول لشوارع "سباتة":نحن او الفوضي ,,هكذا تحالف دهاقنة المخزن مع أصوليي فبراير,,,اما يسارييها فلعبوا دور "حمار السانية" باخراج حركة فبراير من المعادلة السياسية ,,وهذا ما كاعلى العموم تنبني تجربة الامير على سوء فهم كبير صنعته تنشئة مختلفة ولحسابات مختلفة ، قادت الى تمزقات ذاتية ,,,هي ذاتها التمزقات التي تسبغ على تموضعه طابع "الشيزوفرينيا" بين المتطلع لاستعادة "مجد اندلس" من الداخل والمتدمر الناقد من الخارج ,,,لا يغدو المصير الذاتي قابلا للتحقق الا بتغير قواعد "الاندلس",,,ان مصيره كامير قد صار متصلا عضويا بمصير المغرب و "الامارة",,والتغيير ليس مطلوبا لذاته بل ل "أنا" معلنة وغير مموهة ,,حالة تراجيدية تولدت عبر تجربة انسانية لا تخلو من فرادة ,,,,لكنها في نفس الوقت تزيد تأكيد لمن لايزال بوعيه غبش ,,,,بأن شيئا ما ليس على مايرام بهذا البلد ,,,وبأن هذا الاخير يستحق التغيير فعلا ,,,لكنه تغيير مجتمعي دو بعد تاريخي ان شاء الا يكون ومرة اخرى ضحية "الاندلس المفقود"                               
هوامش على حاشية كتاب "الأمير المنبوذ " للأمير هشام بن عبد الله العلوي هوامش على حاشية كتاب "الأمير المنبوذ " للأمير هشام بن عبد الله العلوي بواسطة Unknown on 6:32 ص القسم: 5

ليست هناك تعليقات: