كوميديا البرلمان في عز أيام بنكيران

تحرير- ميادين اسفي


كوميديا عهدها المجتمع المغربي منذ صعود حكومة بن كيران لتولي زمام الأمور، حيث أن معظم الأطفال الصغار أصبحوا يتابعون حلقات مجلس المستشارين وخاصة تلك المتضمنة لجلسة مساءلة رئيس الحكومة، يتابعونها بشغف أكثر من متابعتهم للرسوم المتحركة حتى أن البعض بدأ يدعو رئيس الحكومة ب"هاداك خاينا لي كايضحك " جا.

في حلقة اليوم يبدأ بنكيران بالتبجح بمكانته كرئيس للحكومة وبالصلاحيات التي خولها له الدستور فيرد عليه رئيس مجلس النواب "احترم نفسك" وأنا الاخر خول لي الدستور حق تنظيم الجلسة، وبين ضجيج القاعة وهتافات بعض المستشارين التي قلما يتجلى مفهومها للعامة، تنبثق بين الفينة والأخرى كلمات خفيفات على القلب ثقيلات في الميزان من طرف الأستاذ بن كيران من قبيل " أيوا"، " هاكاك" ليرمي بسهامه في وجه الأعداء : " لا تنضافوا للجهات التي تشوش على هذه الحكومة فقد كثرت" وفي الخلف يتمتم رئيس مجلس المستشارين بعبارات من قبيل " أسيدي"، "الهدوء"، "عافاك" أو تلك التي يشخصن فيها بعض المستشارين بأسمائهم والتي لا تزيد هؤلاء إلا فخرا واعتزازا بنطقها أما كاميرا القناة الأولى حيث أن فترات القيلولة التي يأخذها البعض قد تدر الغبار عن وجوده داخل القبة.
الكل في جو من الحميمية لا أحد يستمع للآخر، كل ينطق بما يحلو له ويطيب، المستشار والبرلماني والوزير ورئيس الحكومة وجدو في قبة البرلمان ملاذا للترويح عن النفس والمواطن نسي همومه وأصبح يطالب بعرض فقرة المساءلة هذه أثناء مأدبة الإفطار
.
جرني الزمن إلى الماضي الأليم حيث كنت أجلس أمام التلفاز أراقب وزراء يتحدثون عن أمور لا أفهم منها إلا حينما يرفع الوزير صوته فأعرف أنذاك أن المغرب يعاني من أزمة وأن الوزير غير راض ، أنذاك لم يكن الراضي ليبرز بطنه للعموم، أو عندما أرى وزيرا يتكلم بهدوء وسكينة فيصرخ أبي فوق رأسي "العام زين أولدي"، أنذاك كان الطفل إذا سمع أسماء مثل البصري أو عبد رحمان اليوسفي يخر خوفا قبل أن يرى الصورة
.
لكن كل هذا تلاشى فالمغرب ولله الحمد مقبل على أوراش كبرى من قبيل إلغاء صندوق المقاصة، وفي هذا تضامن مع المواطن المسكين الذي أصبح يقبل كل شيء إلا العبارة "المكسيكية" التي عهدها "سوف تدفع الثمن غاليا"، كما أن الحكومة قد وجدت الحل وذلك بإضافة درهمين في سعر البنزين وفي هذا كذلك تضامن مع الطبقة الفقيرة التي تركب المرسيدس بنز، والأودي، غير أن هاته الإضافة لها تأثيرات ماكرو اقتصادية على "المستهلك" الذي أصبح يؤدي ثمن "الطرفة" ب
10 دراهم عوض 5 وفي هذا مساس بقدرته، وتصحب هذا تبعات على مختلف الأصعدة
إن المغرب من خلال المشاكل التي يتخبط فيها يكاد يستحيل عليه الصعود لا على المستوى الرياضي أو السياسي أو التعليمي أوالإقتصادي ولو كان بمقدوري استعمال حرف "أو" كذا مرة لتحتم علي تأليف مجلد
.

إن طرحا مثل هذا يحتم إيجاد حل وهذا شيء بديهي، الحل في هذه الآونة يتطلب تظافر الجهود، نبذ المصالح الشخصية، نكران الذات، الإنحياز إلى المعارضة من أجل البناء الشمولي لا من أجل المعارضة، القطيعة مع المدرسة الفرنسية ونهج الطريق الأنجلوساكسوني في صناعة الأفكار المبدعة ، لا في استيراد الأسلحة المدمعة أو العقاقير المضبعة



.
كوميديا البرلمان في عز أيام بنكيران كوميديا البرلمان في عز أيام بنكيران بواسطة Unknown on 12:35 م القسم: 5

ليست هناك تعليقات: